ليس مهماً إن كان الأميركيون يشعرون بضيق في منطقتنا. فهم في مكان ما لا يعيشون خسارة كاملة. التعثر الذي أصاب مشروعهم بعد فشل غزو العراق، والتراجع في الموقع الاستراتيجي لإسرائيل، وسقوط نظام حسني مبارك، كل ذلك لم يكن كافياً حتى يعدّل الأميركيون في سياستهم، وهم الآن يسجلون نجاحات على صعيد تفتيت الأوطان العربية، من الصومال الذي استحال مكاناً من مخلفات الحرب العالمية، إلى السودان المقسّم المشغول بإطعام أبنائه، إلى العراق الغارق في مأساة الحرب الطويلة، إلى ليبيا المدمرة وتونس الغارقة في تجربة حكم إسلامي خاص، إلى مصر التي تنتقل ببطء صوب ضفة أخرى، إلى بقية دول المغرب العربي التي تعاني من أزمة الموقع العام، إلى سوريا المنخرطة في أزمة وطنية ومواجهة أقسى حروب الاستعمار، إلى اليمن المقبل على تقسيمات رهيبة، إلى أنظمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تخوض معركة وجودية، إلى فلسطين المستمرة في معركة الاستقلال، والأردن الذي يكاد ينفجر من الفقر وغياب الهوية، وصولاً إلى لبنان المتوثّب لحرب أهلية جديدة. لكنّ ثمة واقعاً يجب على الجميع الالتفات إليه بعيداً عن تنظيرات مفكرين باتوا يعملون بالقطعة عند حكام الموت. يشتغلون مثل علماء السلاطين. يفتون بما يتناسب مع مصالح ضيقة وسخيفة، ويتناسون قضية ولدوا من رحمها وبنوا رصيدهم على تضحيات أهلها، ولا يأتون على ذكرها في كلمة واحدة أو عبارة في كل ما يقولون كتابة أو صوتاً أو صورة. هذا الواقع يقول لنا إننا أمام أشهر هي الأشد قساوة في تاريخ منطقتنا. وهي الأشهر التي ستنزف فيها المزيد من الدماء العربية والإسلامية. وهي الأشهر التي ستشوّه فيها صورة العربي بين أهله وعند الآخرين. وكل ذلك باسم الحرية والاستقلال وحقوق الإنسان.
بعد عام ونصف عام من الأزمة السورية، يبدو المشهد متصلاً بحسابات ليست كلها تحت إشراف الجانب الأميركي. بات لتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي جدول أعمال خاصاً أيضاً. هؤلاء يقتربون من لحظة الانخراط الكلي في الحرب الدائرة على أرض سوريا. والسيناريو يقول إن الأمم المتحدة ستعلن فشل مهمة كوفي أنان، وتحمّل النظام في سوريا المسؤولية عن ذلك. بعدها يُبحث الأمر مجدداً في مجلس الأمن، وبمجرد أن ترفض روسيا صدور قرار يشرع التخريب العالمي في سوريا، يعلن هؤلاء أن الضمير الإنساني والضغوط الشعبية تلزمهم القيام بعمل مباشر، وأنه لا مجال لانتظار المزيد من الوقت. بعدها يجري الانتقال إلى تنفيذ خطط تم درسها والتفكير فيها خلال الأشهر القليلة الماضية، وتقوم على فرض وصاية كاملة على الشعب السوري عبر الإمساك الكلي بقوى المعارضة في الخارج، وتحديداً بالمجموعات المسلحة التي يجري العمل الآن على ربطها بعضها ببعض من خلال قيادة تتولاها قوات من هذه الدول تتولى توفير نوعية جديدة ومتطورة من التسليح. هذه المرة، سنرى الأسلحة المكدسة في مستودعات دول الخليج وقد أُخرجت لاختبارها على الأرض السورية، وستُعلن الثورة الشعبية المسلحة. بعدها تنطلق لعبة جنون لإنهاك السوريين، ودفع النظام إلى تنازلات. وخلق «مناطق آمنة» في البؤر التي يسيطر المسلحون عليها، خصوصاً قرب الحدود مع تركيا ولبنان والأردن إذا أمكن. وبالتالي، ستكون هناك قواعد عمل جديدة.
إزاء ذلك، لن يبقى النظام في سوريا ملتزماً الهدوء أو تقليص العمليات العسكرية. سيندفع هو أيضاً في المواجهة إلى حدودها القصوى. وإزاء حاجته إلى دعم من هنا أو هناك، ستكون المنطقة مقبلة على موجة جديدة من المواجهة الإقليمية باسم شعب سوريا، وهو أمر سيؤدي إلى مزيد من التوترات في العراق، وفي لبنان أيضاً. وثمة جهد بذل في الشمال اللبناني كي يكون جاهزاً، كما مناطق أخرى، لدخول هذه المواجهة، سواء من خلال توفير ما أمكن من الدعم للمعارضين السوريين، أو فتح جبهات لإشغال حلفاء سوريا، وهو جدول الأعمال الذي لن يقوم إلا تحت عنوان الصراع المذهبي. وسيكون على اللبنانيين، كما السوريين والعراقيين، الاستعداد لدفع أثمان جديدة من الأرواح والممتلكات.
آخر المعلومات الواردة من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي تنذر بمخاطر كبيرة، وتعكس استعداداً لمغامرة كبيرة. لكن الواضح أن محاولة السيطرة على الجامعة العربية ستنتقل الآن إلى السيطرة على القطاع الاقتصادي في العالم العربي، وعلى القطاعات الاستثمارية المالية، إضافة إلى ضغوط إعلامية من نوع جديد، لا تقوم فقط على حرمان خصومهم من حق التعبير، بل على محاولة السيطرة على أكبر عدد ممكن من وسائل الإعلام العربية، وإخضاع وسائل إعلام في دول إقليمية وخارجية لتأثيرهم أيضاً، وسط استعداد لعدد من المثقفين لأداء دور الحثالة في هذه المعركة. وطبعاً، سينطلق الجميع من عنوان واحد هو: حماية حق الشعوب في تقرير المصير.
وإلى جانب شعور بعض من هم في دائرة القرار في هذه العواصم بالقدرة على إحداث تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية للعالم العربي، فإنهم يعتبرون النجاح في إسقاط النظام في سوريا، ولو أدى ذلك إلى فوضى كالتي تقوم في ليبيا الآن، من شأنه إفساح المجال أمام مستوى جديد من المواجهة مع إيران، وهم الذين ينشطون يومياً على سحب عنوان فلسطين من جدول الأعمال وتحويل إيران إلى الخصم والعدو، تساعدهم في ذلك قوى ذات خلفيات عقائدية ودينية من النوع الذي يرى في إيران الخطر الفعلي على مصالح كثيرين ومصدر التهديد الأول على الحكم القائم في دول الجزيرة العربية.
اللافت، هنا، أن هذه القوى المبادرة الآن إلى عمليات دعم مفتوحة لقوى المعارضة السورية المسلحة، قررت الانتقال إلى مستوى جديد، يقوى فيه العنصر الأمني بغية العمل على نشر الفوضى داخل سوريا، من خلال برنامج اغتيالات وتفجيرات واضطرابات تجعل سوريا كلها مسرحاً مفتوحاً، وبالتزامن مع العمل على إنشاء كتائب كبيرة من المسلحين تكون قادرة على احتلال أمكنة ومدن، وعلى توجيه ضربات إلى أذرع النظام الأمنية والعسكرية، بما يتيح زعزعتها باعتبارها السند الرئيسي للنظام.
كان كثيرون يعتقدون أن هذه القوى تعمل بأوامر ولا تفهم ما تقوم به. لكن الأكيد أنها صارت طرفاً رئيسياً في مشروع سيقود حتماً إلى إشعال النار في المنطقة كلها وليس في بلد واحد.
19 تعليق
التعليقات
-
لعبة الدائرة! خمسة عشر شهرا من الأزمة السوريّة نتج عنها نشرات من الأخبار في الجزيرة على رأس الساعة ومابينها من برامج تحليليّة ليس أفضل من الاتّجاه المعاكس كمثال عليها والعربيّة والBBC وFrance 24 وغيرها وغيرها وخمسة عشر شهرا من التضليل الإعلامي ومايقوله مراقبون والنظام لم يسقط بعد! خمسة عشر شهرا من مقالات الأخبار والسفير والكانار والنيويورك تايمز والواشنطن بوست والديلي تلغراف والسنداي و..و...و... أشبعت الموضوع السوري بحثا وتمحيصا وتحليلا واستقراء نتج عنها سقوطا مدويّا لكثير من المثقّفين والكتّاب ممن لم تسعهم عقولهم لاستيعاب مايجري والنظام لم يسقط بعد ! خمسة عشر شهرا من العقوبات نتج عنها طوابير الغاز والمازوت وقطع كهرباء والنظام لم يسقط بعد! خمسة عشر شهرا من اجتماعات مجلس الأمن والجمعيّة العموميّة ولجان حقوق الإنسان(كما لم تجتمع منذ بدء تأسيسها حتّى اليوم رغم كلّ مامرّ من مآسي على الكرة الأرضيّة !) ومؤتمرات الصداقة مع سوريا والمجلس الوطني والتعاون الخليجي والنظام لم يسقط بعد! خمسة عشر شهرا من القتل والذبح والاغتيالات والتفجيرات والتظام لم يسقط بعد ! خمسة عشر شهرا من الاتّهامات والاتّهامات المضادّة بين أبناء الوطن الواحد ,بل قل بين أبناء البيت الواحد والنظام لم يسقط بعد! خمسة عشر شهرا من السير نحو الهاوية ... فهل بقي شيء ليقال ولم يقال بعد خمسة عشر شهرا والنظام لم يسقط بعد! خمسة عشر شهرا هو أكثر من المدّة الكافية للحمل ولتضع الأم مولودها وليعرف الجميع الأمّ الحقيقيّة من البديلة , والغريب الغريب أنّ العالم بعد كلّ ذلك لم يعرف من هي أمّ الصبيّ !!!! أما آن لأمّ الصبيّ أن تصرخ عاليا !!!
-
قد ينطبق على الأزمة المثلقد ينطبق على الأزمة المثل الشعبي "إذا ما كبرت ما بتصغر"
-
انتظروانتظرو زئير الاسد فلم ترو شيئا بعد
-
لا يغني الفهم عن التابع والعاجز 3-كم هو مناسب لأوباما أن ينجح في إطاحة “الطاغية” الأول على الكرة الأرضية كما صوره منذ سنة إلى الأن الإعلام الموجه -الفاعل ما يشاء! في وجدان الشعوب الغربية- قبل الإنتخابات وعندها سنرى (أو لا نرى!,راجع الفقرة السابقة!) كم كان دور الCIA ووزارة الخارجية عظيما في “إعطاء الحرية للشعب السوري” (على وزن الحرية المعطاة الأن للشعب الليبي واليمني!)…,وإذا صمدت سوريا فهذا ليس ذنبه (أو ذنبه!,راجع الفقرة السابقة!!) فهو كان انكفأ ولم يدخل الولايات المتحدة في حروب جديدة خاسرة فقدت شعبيتها حاليا عند الرأي العام… # صحيح أن تركيا دولة حقيقية ويمكن اعتبارها شريك في الناتو ولا توضع في “سلة تقييمية” واحدة مع محميات الخليج ولكن الغول والكذاب والصفر قد ظلموها وجعلوها رهينة صهاينة مجموعة بيلدربيرغ (المتحكم الحقيقي بسياسات الناتو) وما شابهها من ناشري الحروب والبؤس في العالم… # نعم الأشهر القادمة ستأتي بـويلات كبيرة وكثيرة للمنطقة كلها وخصوصا في سوريا وليس بغريب على لحمنا أن يفرم وعظامنا أن تطحن كرمى لجشع الرجل الأبيض و”استحقاقات ديمقراطيته” وإستمرار “his way of life” طالما أن أغلب حكامنا ونخبنا أجسامهم عندنا وقلوبهم وعقولهم في البيت الأبيض!!
-
لا يغني الفهم عن التابع والعاجز 2-هم (وهذه مهمة جدا) لا يملكون الجهاز الإستخباراتي (معلومات وقنوات وعملاء وانتشار في الداخل ودول الجوار) اللازم للقيام بزعزعة الإستقرار في بلد بـحجم سوريا (في خبر منذ أيام ورد أن قطر والسعودية سلمتا 12 مليار $ لحلف الناتو لتسليح العصابات في سوريا) # كل الكلام عن إصرار خليجي تركي وانكفاء أميركي غربي (إلا الإنكفاء الظاهري الإعلامي) خوفا من سيطرة القاعدة أو بسبب الإنتخابات..الخ ليس صحيحا! -مثلا : منذ البداية كان نقل النشاطات السياسية “للمعارضة السورية” من مقار إقامتهم في دول الغرب إلى اسطنبول والدوحة والقاهرة (عواصم لدول إسلامية) هدفه الأول “مراعاة” العامل النفسي وحساسية الشعب السوري وخصوصا أهل السنة من الغرب الإستعماري..(لكن التجميل لم ينفع كثيرا كما لم تنفع كثيرا وليس مطلقا مئات المحاولات التزويرية لحقيقة الصراع) -حتى الأن,من أهم الأسباب إلى جانب قوة محور المقاومة التي تمنع ضربات للناتو وغزو الجيش التركي للأراضي السورية هو تأكد حلف الناتو وأدواته أنهم سيواجهون مقاومة ضارية من الشعب قبل الجيش ولن يستقبلوا -إلا من قلة مخبولة- بالورود!,وهذا إذا حصل سيهدد كل الوجود الغربي في كل الدول العربية والإسلامية وسيقلب ربيع الناتو وصورته ومساره رأسا على عقب خصوصا عندما ستهاجم إسرائيل وتضطر للرد,وستهاجم! -نعم الإنتخابات الأميركية عنصر فاعل في الإنكفاء الظاهري وزيادة جرعة الهجوم إلى حد السعار فعليا ,ولكن ليس أكيدا معرفة السبب لاننا لا نعرف من اختارت أو ستختار “حكومة الظل” (أصحاب الشركات العابرة العملاقة) في الغرب من الإثنين أوباما أو رومني رئيسا “منتخبا” للولايات المتحدة بعد 4 أو 5 أشهر من الأن…
-
لا يغني الفهم عن التابع والعاجزإذا يصبح البيت : “إن كنت لا تدري فتلك مصيبة…وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم!” ليس هناك شيئ إسمه {قرار} تركي خليجي…,هناك رغبة جامحة لا تساوي شيئا بدون رغبة وقرار أميركيين (الناتو) بالمضي قدما في الحرب على سوريا حيث توقفت وتعرقلت النسخة الأخيرة من الشرق الأوسط الجديد المسماة “الربيع العربي” مع التحكم شبه الكامل بكل تفاصيل هذا الهجوم وتوزيع أدوار “المهاجمين”.. حكام تركيا تراودهم أحلام إعادة السلطنة الضائعة أو أحلام الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي أو الإثنين,لا يهم,نواطير المحميات الخليجية مذعورون من الهزائم الأميركية الإسرائيلية المتوالية في المنطقة أو تحركهم أمراض نفسية وجهل مطبق (وأشياء من هذا القبيل!),لا يهم!,المهم (أو بعضه) : -هم لم يخترعوا الفايسبوك وتويتر وما شابه (آلهة الحرية والثورة عند بعض العرب!) ولا هم من يتحكم بهم أو يعرف ما حوته “ذاكرتهم” عن أهواء وأحلام ونقاط الضعف والقوة والغضب والكسل والإثارة..عند الشباب العربي المتعلم.. -هم لم يزرعوا مئات الجمعيات “الخيرية والإنسانية والحقوقية والإحصائية…” المخابراتية في العالم العربي… ليسوا هم من كان “يستضيف” راشد الغنوشي والمرزوقي من تونس مثلا أو ال%90 من “المعارضة السورية” أو ثلاثة أرباع دعاة “الدعوة الوهابية” في لبنان عندما كانوا “منفيين” ولم نكن نراهم إلا عبر شاشات كالجزيرة التي بالمناسبة ليست إلا اختراعا بريطانيا…الخ -ليست جيوشهم من احتل العراق وأشعل حربا طائفية مذهبية إثنية ما زالت مستمرة ولا هم من اجتاح ليبيا وحولها إلى مخزن لتصدير المرتزقة والسلاح (الأن إلى سوريا وغدا إلى غيرها!)…
-
هذا السيناريو قد يضطر روسياهذا السيناريو قد يضطر روسيا بالأخص تدخلا مباشرا بالأزمة السورية. فالكلام يجري حاليا عن قوات روسية حافظة للسلام في سوريا وقد إبتدأت قوات المظلات الروسية تدرببات خاصة بهذا السياق فيما قد يكون مقدمة لمنع أي تحرك إقليمي مباشر في سوريا وأن تبقي الحال كما في المنظار الروسي حرب النظام أو الدولة القائمة ضد الإرهاب. أن الدور الروسي في سوريا لن يكون دورا سياسيا فقط. فقد نرى قريبا فيالق القيصر بوتين تهبط في سوريا منعا لأية مغامرات عسكرية تتخطى دورها السياسي الممانع وذلك ضمن خطة سلام عسكرية تتخطى خطة عنان.أما الدول الخليجية منقسمة حيال ما بعد الربيع العربي. فبينما قطر تدعم وتغذي جماعات الإخوان تتحفظ الإمارات وتعارض. أما البحرين لديها مشاكلها والسعودية قد تقوم بالتسليح من دون التدخل العسكري وكذلك الكويت.
-
يا للهول!!!كثر الله خيرك تبشرنا بالخراب... ومن كان يجعل من الجوار ساحات يلعب بها أصبحت بلده ساحة لكل من هب ودب... فسلاح الترهيب والتخريب والتطييف والتخوين ليس حكراً على أحد... فكلنا في (التخلف) شرقُ...
-
لن أرد عليكنعم لن أرد عليك فقد انزلقت أنت الآخر...
-
إعصار الفوضى الخَلاَّقة إنَّ الإنتفاضة الشَّعبية على الظُّلم في تونس ثم إنتقالها إلى مصر أخذت القطب العالمي الواحد وأعوانه على حين غرة وأربكته لكنه سرعان ما استجمع قواه ورأى فيها الحاضنة الطبيعية لولادة إعصار الفوضى الخَلاَّقة فأسماه الرَّبيع العربي ورَوَّجً له بمسميات الحرية، هادفاً لخلق مجتمع عربي جديد يرى إسرائيل صديقاً ناصراً على العدو الحقيقي إيران ، بمشاركة فَعَّالة للمال الخليجي بقيادة قطرية سعودية ودعم تركي مطلق ،وها هو الآن يواجه تعثُّراً في سورية بعد الكم الهائل من الجرائم لإحداث حرباً أهلية علوية -سنية. ويبدو أنهم إختاروا شمال لبنان للوصول إلى تحقيق هذاالهدف وحدَّدوا جبل محسن الحلقة الأضعف ليحدثوا فيه أبشع مجزرة بحق سكانه العلويين وأعدوا لهذه الجريمة خمس مائة مقاتل جهادي سلفي مع وهابي ليكون الشرارة لحرب سنية - شيعية لن تبقي ولن تذر فأين عقلاء طرابلس وقادتها الشُّرفاء أين القادة السَّياسيين عن هذا الأمر المهول الخطير فهذه المذبحة ستكون البداية لأنهار من الدم سوف تغرق المنطقة العربية كلها
-
تصعيد العنفاللعب بالنار يحرق الأصابع ، فكيف اذا كانت هذه النار لها عدة مواضع وموارد وايدي تؤججها وتساهم في تسعيرها وبالتأكيد سيرتد لهبها ليحرق ويرمد مؤججيها مهما بعدت المسافات ونأت اماكنهم... هذا اذا تكلمنا عن نار عادية ... والله يستر .....
-
100%لاول مرة اتفق مع السيد ابراهيم بكل كلمة من الاستقراء الوارد في المقال.
-
أيهما أفضل؟حلفاء سوريا يتصرفون وكأن فرض قبول ما يجري فيها على المجتمع الدولي أسهل لهم من إقناع قيادتها على القيام بإصلاحات جدّية تحقق مطالب الشعب المشروعة وتزيل مبررات التدخلات الخارجية. إصلاحات تحوّل سوريا من سلطة بوليسية فاسدة مهترئة إلى دولة قانون مؤسساتية متطورة. علماً بأن الفائدة عندها لن تقتصر على سوريا فقط وإنما ستشمل القضية الفلسطينية والمقاومة أيضاً. أما الإستمرار في النهج الحالي سيؤدي إلى خراب سوريا وعلى الأرجح لبنان أيضاً مع المقاومة فيه. إلا إذا كان هذا ثمناً قبلت إيران بتسديده لقاء إقرار دولي بحقوقها النووية.
-
’’يمكرون و يمكر الله و الله’’يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين’’
-
الاسد لم يستخدم اوراقه بعدلا تقلق على سورية يا استاذ ... ونصيحة لا احد يخطئ الحساب ... فالجيش السوري لم يقل كلمته التهائبة بعد ... والله العظيم (و هذا حلفان عليه حساب يوم القيامة) لو ان هذا الجيش يريد الحسم بسياسة الارض المحروقة على طريقة معركة الثمانينات مع الاخوان , شهر زمان وتعود سورية من درعا لحلب ترمي فيها الابرة و تسمع رنتها ... لا احد يعرف قدرات و امكانات الجيش السوري الا من خدم في وحداته القتالية .. هل نعرف مثلا , ان اغلب الوحدات الخاصة و قوات النخبة (و التي يعرف اسمائها جيدا , و قدرات رجالها كل من خدم في صفوقها) لا زالت في ثكناتها (قاتل بعضها في بابا عمرو فقط) ... هذا هو سر اطمئنان الاسد الذي لمسه كل من قابله و سمع كلمات التحدي في خطاباته , حتى انه قال صراحة لانان انه يقاوم ضغوط الجيش للحسم ... صحيح ان الحسم مكلف و سيرتب ضحايا و شوية دمار على الطرفين , و لكن عندما يوضع مصير سورية على المحك , و عندما تنزل جيوش المرتزقة باسلحتها الى الميدان , فلا احد يلومه ان استخدم هو ايضا اقسى قدراته , على قاعدة ان اخر الدواء الكي . و ان غد لناظره قريب تحياتي